كل قبيلة شيخ وقائد وزعيم ووالد وبيت كبير * واليوم سنتحدث عن شيخ وزعيم وقائد قبيلة العقيدات سليل البيت الكبير ( بيت أل هفل الكرام ) أو مايحب أن يسميه أبناء زبيد ( بيت العلي السالم ) .
ومن منا لايعرف هذه الشخصية الأجتماعية الرائعة والمرموقة والتى أجمع عليها أبناء الفرات والجزيرة حضرا وبدوا وهذه الشخصية هي شخصية .
الشيخ عبود الهفل شيخ قبيلة العقيدات والوالد صاحب القلب الكبير لكل أبناء قبيلة العقيدات بكل عشائرها وأفخاذها وعوائلها .
سيرة الشيخ عبود جدعان الهفل :
ولد الشيخ عبود جدعان الهفل في عام ( 1917م ) في منطقة ذيبان على شط الفرات الخالد ونشأ وترعرع في كنف والده وتشبع بما يسمع ويرى من والده في مجالسه من الأمر والنهي والمواقف ومن أعمامه الذين كان لهم الدور والأثر الكـبير في صقـل شخصيته ومن هـؤلاء الذين تأثر بهم وأثرو بشخصيته .
إلطيف الهفل – الملقب ( بالذئب الأحمر ) وعبد العزيز الهفل – الملقب ( بالأدلم والبخيت ) فدرس على يد والده أصول القيادة والمشيخة وعلى يد أعمامه الفروسية والحكمة والأقدام فكان الشيخ والفارس والقائد وإنخرط في الحياة الأجتماعية شيخا متميزا وشابا قياديا حازما عندما يحتاج الأمرلحزم * لينا عــندما يحتاج الأمر الى اللين وقد كان ذكيا دمثا وصلبا لايكسر وحنونا وطيب القلب
بطاقة عضوية الشيخ عبود الهفل في مجلس الأمة عام 1960
وبقى بجانب والده الشيخ جدعان الهفل حتى وفاته رحمة الله عليه في عام ( 1951م ) ومن ثم إنتقلت اليه المشيخة وبـدأت قيادته لقبيلة العقيدات وورث من والده محبة قبيلة العقيدات له فأحبوه كما أحبوا والده من قبله وبـدأ مسيرته بخدمتهم وخدمة القبيلة فكان فارسا مقداما وحكيما محاورا ومحارب يرد كيد المعتدين ولما - لا وقد ورث من والده الكثير من الحكمة ودماثة الخلق والصفات العربية الأصيلة فكان مرجعا لحل مشاكل وتدبير أمور القبيلة وأبنائها وأهل منطقته جميعا وجمعهم حوله ووحـد صفوف القبيلة وقد كان رحمة الله عليه طويل القامة وباسم المحيا وكان أنيقا بكل ماتعنيه الكلمة وكان يهتم بلباسه وهندامه رغم بداوته وكان من اجمل الشيوخ شكلا ومضمونا في تلك الفترة
الشيخ / عبود جدعان الهـفـل ( شابا أنيقا )
وقد كان رحمة الله كريما جوادا ويساعد المظلوم وكان له الفضل بأطلاق سراح الكثير من المساجين في فترة الأستعمار وكان له مواقف شجاعة ضد المستعمرين وعملائهم .
من هــواياتـــــه :
الصيد بكافة انواعها – ولكنه كان يحب صيد الغزلان بشكل خاص .
ركوب وتربية الخيول .
الـسـلـطة والـنـيـابـة :
دخل الشيخ عبود الهفل الحياة السياسية وهو يبلغ من العمر ( 30 عاما ) .
إنتخب في ( الجمعية العمومية التأسيسية ) في عام 1943 م .
عضو في المجلس النيابي في عهد الوحدة عام ( 1958 م ) .
عضو في ( مجلس الأمة ) عام 1960 ويحمل بطاقة العضوية رقم ( 53 ) في مجلس الأمة .
تسلم رئاسة ( الأتحاد القومي ) في محافظة الفرات – وكان نائبه أنذاك الشيخ ( راغب البشير ) وبقى حتى عام 1963.
عضو مجلس النواب في ظل الحركة التصحيحية في عدة دورات حتى وفاته في عام ( 1987م ) .
وقد كان الشيخ عبود جدعان لهفل عضوا أساسيا وأحد الذين شاركوا بتنصيب الملك فيصل ملكا على العراق .
وهو الشيخ الوحيد في سوريا الذي لم يغب عن الحياة النيابية ولا عن المجلس بكافة مراحله وتسمياته منذ التأسيس ومرورا بمجلس الأمة ووصولا الى مجلس النواب من عام 1943 إلى 1987 .
مواقف رجولية :
لقد كان الشيخ عبود الهفل فارسا مقداما وكان يقود أكثر المعارك بنفسه ومن أحد المعارك أو الغزوات التى قادها ( معركة سبخة الملح ) في منطقة الروضة على الحدود العراقية السورية وكانت تلك البقعة ملحقة بالاراضي العراقية وكان يستثمرها الشيخ ( عجيل الياور من شيوخ شمر ) وقد غزاها الشيخ عبود الهفل ومعه اربعون فارس من البوجامل وطرد من فيها الى الأراضي العراقية وعندما علم الشيخ عجيل الياور بذلك أرسل رسالة الى الشيخ عبود الهفل يسأله عن سبب غزوه لسبخة الملح رد عليه الشيخ عبود الهفل الرد التالي
هــذه ارض سورية . وبهذا يكون الشيخ عبود قد رسم الحدود العراقية السورية . وحدد اراضي العقيدات من جهة العراق .
كما إن الشيخ عبود الهفل قاد الكثير من المعارك بنفسه دفاعا عن القبيلة وأبنائها واراضيها ومضاربها .
وقد توقفت هذه المعارك بعد تم عقد معاهدة صلح بين قبيلة العقيدات وقبيلة شمر و القبائل المقيمة على الفرات
وقعها عن العقيدات الشيخ عبود الهفل على قاعدة ( الحفر والدفـن ) أي نسيان الخلافات ودفنها .
نعم لقد ترك لنا الأسلاف من اجدادنا الكثير من المفاخر والمآ ثر الذي يحق لنا أن نفخر بها ويجب على الجيل الجديد أن يعلم كم قاسى اجدادنا في السابق حتى يتركوا لنا هذا التاريخ وهذه المفاخر وحتى نحافظ على تراثنا وتاريخنا القديم لأنه هو الأصل والجذور وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة في عمق التاريخ .
وفي الختام اختم بكلما ت للفرزدق
( اولئك أجدادي فـجـئنى بـمـثـلهم ... إذا جـمـعـتـنـا ياهـذا المـجـامـع ) .