.شاب وفتاة يطلّقان الخوف والانتظار..ويعقدان قرانهما على الثورة في ميدان التحرير بحضور أكثر من 2 مليون شاهد ..
لقد اختارا بذكاء خارق ان تكون صورتهما التذكارية أمام دبابة كمزج مقصود بين الحب والحرب بين الحلم والحرية وبين التحدي وخفة الدم..المشهد عرس حقيقي وان فات الحضور أن يزيّنوا الدبابة بالورد والورق الملون مثل سيارات الأفراح..
**
ماذا بعد؟
الأيام القادمة قد تدفع بعض "الخاطبين" والعشاق أن يغاروا من العروسين ، فيقومون بخطوات مشابهة، ويؤتى بمأذون جديد وشهادة "مليونية" جديدة ..وسينهمك العرسان الجدد بتأثيث خيامهم في الميدان استعداداً للفرحة الكبرى ، وتدب الحياة في المكان ، فيقوم بعض المعتصمين بفتح محلات أثاث من باب الاسترزاق ، بينما تفضّل بعض السيدات أن تفتح صالونات تجميل وتأجير فساتين عرائس، وسيتم استخدام ناقلة جنود كسيارة مراسيم لمناسبات الافراح المتكررة ..وتمر الشهور، ومع صرخات "ارحل يعني امشي" ..تعاني "عروسة" الميدان اياها من ألام المخاض..فيتم الاستعانة بإحدى قابلات وزارة الصحة المعتصمات فتساعدها في عملية الولادة...فتنجب طفلة يسمونها "حرية"..يتبعها بساعات وأيام وأسابيع ولادات متكررة، بعد سنوات ينشأ جيل جديد بحاجة الى تعليم ..فيتبرّع بعض المدرّسين المعتصمين بتدريس الأولاد..فتؤسس أول مدرسة في المكان يطلق عليها مدرسة الميدان، ثم يتخرّج الطلاّب ، فيتبرّع أساتذة جامعيون معتصمون بتدريسهم في الميدان وتنشأ جامعة جديدة تسمى "جامعة التحرير" يتخرّج منها أولاد المعتصمين الرافضين للحكم الحالي..وفجأة وتحديداً في 25-1-2041 يدعو "اولاد المعتصمين" الجدد عبر الفيس بوك ، الى اعتصام جديد داخل اعتصام "جمهورية التحرير" للمطالبة بتغيير النظام الجاثم على صدورهم منذ ستين عاماً .. فيخرج السيد عمر سليمان عبر شاشات التلفزيون الرسمي ..ويطمئنهم أن "الريس" لا "ينتوي" الترشح من جديد ، وانه وعد بانتقال سلمي وسلس للسلطة.