قصيدة "الهمزية النبوية"
القصيدة التي كتبها أحمد شوقي وغنتها أم كلثوم من ألحان رياض السنباطي وعرفها العرب باسم "ولد الهدي" وتقع القصيدة في مائة وواحد وثلاثين بيتًا، اختارت منها أم كلثوم أربعة وثلاثين بيتًا، وأعادت ترتيبها على غير ترتيبها في الديوان.. وقد ساهم صوت أم كلثوم في تعريف عامة الناس و الشعوب العربية بالشاعر المصري أحمد شوقي الذي يقف على رأس الشعراء العرب في النصف الأول من القرن العشرين..
وعاش أحمد شوقي في مدينة القاهرة بين عامي 1870 و 1932 ومن الطريف أنه ولد يوم 16 أكتوبر وتوفي يوم 14 أكتوبر..
وقضى خمس سنوات من عمره في أسبانيا منفيًّا عن مصر لصلته بالخديوي عباس حلمي الثاني والعمل معه، الذي عزلته إنجلترا مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914.
وقد اخترت من القصيدة ستة وعشرين بيتًا لأعرضها بمناسبة المولد النبوي الشريف، وهي أبيات غير متصلة في القصيدة الأصلية، لكنها تمثل معًا بناء متماسكًا.. وتعتبر هذه القصيدة الأصلية، لكنها تمثل معًا بناء متماسكًا.. وتعتبر هذه القصيدة (ولد الهدى) مع قصائد (سلوا قلبي) و (نهج البردة) من أهم القصائد الإسلامية لأحمد شوقي بك، فهيا نقرأ معاً:
قصيدة "الهمزية النبوية"
وُلِد الُهدى، فالكائنات ضياء وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بُشراء
والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي والمنتهى والسِّدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ واللوح والقلم البديع رُواء
يا خير من جاء الوجود تحية من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صباحُه ومساؤه بمحمد وضاء
ذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت وعلت على تيجانهم أصداء
نعم اليتيم بدت مخايل فضلِه واليتم رزق بعضه وذكاء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا منها وما يتعشق الكبراء
لو لم يُقم دينًا، لقامت وحدها دينا تضيء بنوره الآناء
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ يُغري بهن ويُولع الكرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقادرا، ومقدَّرًا لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أبٌ هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة في الحب، لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هزة تعرو الندِيَّ وللقلوب بكاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما جاء الخصومَ من السماء قضاءُ
وإذا حميت الماء لم يُورَدْ، ولو أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيت الله، لم يدخل عليه المستجير عداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء
يا أيها الأمي، حسبك رتبةً في العلم أن دانت بك العلماء
الذكر آية ربك الكبرى التي فيها لباغي المعجزات غناء
صدر البيان له إذا التقت اللُّغى وتقدم البلغاء والفصحاء
حسدوا، فقالوا: شاعرٌ أو ساحر ومن الحسود يكون الاستهزاء
دين يشيِّد آية في آية لبناته السورات والأضواء
الحق فيه هو الأساس، وكيف لا والله جل جلاله البَنَّاءُ
منقـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــول