كان استبعاد شنايدر من قائمة أفضل لاعب في هذه اليابسة الزرقاء.. نكتة للتاريخ.. وكأن الفيفا المحترم قد قرر هذه السنة أن يغير مسمى الجائزة من أفضل لاعب في العالم إلى أفضل لاعب في برشلونة!
لا شك أن شنايدر يدرك حقيقة هذه الجائزة.. ولا شك أنه يتذكر كيف تتغير المعايير باستمرار وكيف كان يتحجج الفيفا بالانجازات عندما سئل عن استبعاد هنري ونيدفيد في أحد المواسم..
وقد طلبوا القمر كاملا.. وجاءهم قمر شنايدر بدرا في سماء هذا الموسم بكل بطولاته.. بالمهارة وصنع الفارق والألقاب.. ولكن النكتة تصر إلا أن تلاحق الفيفا.. وربما كان المعيار هذه المرة هو اللعب الجماعي داخل فريق واحد!
ما زلت عند قناعتي بأن فرانس فوتبول قد ضحت بتاريخ ومصداقية جائزتها التي يتعدى عمرها الخمسين عاما.. من أجل المال.. والاقتران بالفيفا.. هذا الاتحاد العالمي الغريب.. الذي تذكر أن ينشئ جائزة أفضل لاعب.. بعد سبعة وثمانين سنة من تأسيسه.. وتلك كانت نكتة أخرى أشبه بنكت المحششين!
يقولون: إن مدربين وقادة وإعلاميين شاركوا في التصويت.. تماما كما يقولون في كل موسم.. ليختبئوا من غضب الجماهير ويحفظوا أقنعتهم من الانقشاع.. وعموما إن حدث ذلك.. وإن كنت أشك.. فقائمة المتهمين في ظلم شنايدر سترحب بأسماء كثيرة.. كما رحبت بالمتهم الأول على رأسها "فساد الفيفا".. الذي كان بطلا في هذه القصة المدهشة والغريبة حد الشذوذ!
الظلم الذي تعرض له شنايدر سيجعل الكثيرين يعيدون النظر في قيمة هذه الجائزة المشبوهة.. وسيزيد من حب شنايدر في قلوب العقلاء المنصفين.. وسيرجع بأشرطة ذكرياتنا إلى الخلف سنوات عند تصريح نيدفيد الشهير لو كنت ألعب في الدوري الاسباني لفزت بالجائزة أكثر من مرة!
أما أنا فكنت أعتقد أن مقبرة "ضحايا الفيفا" في هذه الجائزة.. قد اكتفت بفيرون وبوفون وغيغز وديل بييرو وهنري ونيدفيد وغيرهم.. ولكنها طلبت المزيد وأبت.. إلا أن يدفن ليلا بجوارهم!