حلت الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي ضيفة على برنامج “إبشر” الذي يقدمه الإعلامي نيشان على شاشة أم بي سي، في حلقة جاءت دون المستوى على غير العادة، فقد عودتنا هيفاء على أن يكون ظهورها مدروساً، وحضورها عفوياً وصريحاً، لكن لوحظ بأنها لم تكن مرتاحة، وبدت متكلفة على غير عادتها ، وتلعثمت في أكثر من مكان، وشعر المشاهد بأن أفكارها لم تكن مرتبة في بعض الأحيان، كما أن “الأنا” بدا متضخماً بشكل كبير عندها.
بحثنا عن هيفاء التي نعرفها، وتميزت في البدايات بعفويتها، وطيبتها، وبساطتها، وقربها من الناس، فلم نجدها، وكأنها ضاعت وسط البريق اللامع، وهالة الضوء التي باتت تحيط بصورتها، مما خلق جداراً إفتراضياً بينها وبين المشاهد.
طغى التكلف على سياق الحلقة بالكامل، وشعرنا بأن كل شيء مرتب ومعد له مسبقاً، بطريقة أجبرت هيفاء على التمثيل، وإعطاء ردود أفعال كان واضحاً جداً بأنها غير حقيقية.
فمثلاً حاولت الإيحاء بأنها فوجئت بحضور الطفل “جاد” الذي شاركها في تمثيل أغنية “بابا فين”، وحضوره شكل تكراراً لم يأت بجديد للمشاهد فكلنا يعرف أنه شاركها الكليب، وسبق وشاهدناه في أكثر من برنامج يغني معها، وسبق وعلمنا بأنها تكفله مادياً للعلاج.
المبرر الوحيد لظهور جاد وهذه التمثيلية المعدة سلفاً كان أنه سيهديها لعبة لطفل “أسود البشرة” لتقول بأن والدتها كانت تعلمهم منذ الصغر إحترام…. وتلعثمت هنا، ولم توضح جيداً ما تود إيصاله، ويبدو أنه رد “متأخر” لا نعرف من نصحها به، على إتهامها بالعنصرية عندما ضمنت أغنيتها بابا فين عبارة “القرد النوبي”، رغم أن الموضوع إنتهى وإعتذارها وصل.
عموماً ما أرادت هيفاء أن تقوله وفشلت في التعبير عنه بكلمات واضحة، بأنها لم تقصد أي تمييز عنصري تجاه أي شخص مهما كان لون بشرته، وأن الأمر لم يعد كونه غلطة غير مقصودة.
إستعراض صورة إختيارها كنموذج للجمال من قبل مجلة ماري كلير عن الشرق الأوسط، بدا كذلك وصلة تمثيلية ضعيفة، فمكتبها سبق ووزع الخبر على الصحافة، والتنويه عنه في الحلقة كان بحاجة لأن يكون أقل إفتعالاً.
كما أن الإتصال الذي جاء من السيد زياد كبي مدير شركة سوني بكشرز للشرق الاوسط، ليحقق لهيفاء رغبتها بالمشاركة في مشروع عالمي، لم يكن واضحاً وخالياً من أية تفاصيل، سوى أنه مشروع درامي عالمي، دون أن نعرف أين، ومتى، وكيف، ولماذا!!.
كما كانت الإستعراضات فقيرة وبعيدة عن الإبهار رغم ميزانية البرنامج العالية، وأداء هيفاء لأغنية “إيه ده إيه ده” “لايف” كان ضعيفاً، إذ يبدو بأنها لم تتمرن عليها كفاية مع الفرقة الموسيقية.
وربما اللحظة المؤثرة الوحيدة في الحلقة كانت عندما إختنقت بدموعها حين وضع لها نيشان صور داليدا، ومارلين مونرو، وسعاد حسني، وكان تعليقها بأن الشهرة قد تقتل أحياناُ.
ومن الفقرات الجيدة القليلة كان إتصال الفنانة القديرة هند رستم التي عبرت عن محبتها وإعجابها بهيفاء، كجمال، وحضور، وخفة دم، وتمنت هند أن تراها مع الفنان عادل إمام في عمل مسرحي، مؤكدة أنهما سيكسران الأرض.
إطلالة هيفاء الأولى كانت رائعة، بعكس إطلالتها الثانية بدت أقل إبهاراً، ويستحسن لو بقيت مرتدية فستانها الأول طيلة الحلقة، وإذا كان لابد من التغيير كان الأفضل لو عكست إطلالاتها.
والجدير بالذكر أنها رفضت الظهور على الهواء مباشرة تفادياً لأية مفاجآت غير متوقعة، وتم تسجيل الحلقة في وقت مسبق وبثها على أنها مباشرة.
ختاماً هيفاء التي ذكرت بأنها تتعلم من النقد البناء، مدعوة لمراجعة شريط الحلقة مجدداً، ونحن أكيدون بأنها ستتفق معنا في الكثير مما قلناه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]