قبل أن تبدأ نهارك عزيزي المواطن
وكالعادة قف ثلاث ساعات أمام مرآتك وتجمّل بكل ما يحلو لك من تجميل
ضع البارفان الفرنسي و سرّح شعرك تسريحة وائل كفوري
وارتدي بنطال الجينز مع جاكيت كاجوال ولا تنسى نظارتك الشمسيّة فهي ضرورية للفت النظر
ثم ارتدي حذاءك الجلدي الايطالي الأصلي
وقف على شرفة منزلك وانتظر لحظة خروج الصبايا من منازلهن إلى جامعاتهن
ثم قبل خروجك من الباب تمهّل قليلاً وتنحنح بصوت عالي بعض الشيء ثم افتح الباب
والنحنحة لا تنسِ أنها ضرورية لشدّ العيون إلى باب دارك من قبل الفتيات
ثم اخرج
وابتسم ابتسامة لطيفة رومنسية مع بعض الغرور اللا تكبري
وأنزل نظارتك من على جبينك وضعها على عيونك بعد أن تمسحها بمنديلها الخاص
..................
يبدو أنّ هذا الشاب قد صار في زمننا موضى و((ستايل)) رفيع المستوى عالي المقام
ولا تعجبوا حينما أقول لو أنّ هذا الشاب فتح محفظته فلن يتوفّر فيها أكثر من أجرة الطريق ذهاباً وإياباً
إلى العمل وما أدراكم ما هو العمل ؟
طبعاً فراتبه الوظيفي مهما كان لن يتجاوز العشرة آلاف ليرة قبل الخصم والحسم وغير ذلك
والأجمل أنه ينفق راتبه كلّه في شراء العطورات و((جيل الشعر الأصلي )) هامول
وثياب من الاشرفية والعزيزية وملبوسات أربعميّة وهاد القميص تركي والتاني صيني
لكن المكسب معه فقد يربح من هذه الصفقة بالأناقة رقمموبايل إحدى الفتيات
واغلب الظنّ أنها مثله
..........
فأقول لك يا من انت مثل هؤلاء (( العين تصيبك شو فصيح ))
فماذا عن الكفّة الأخرى من الميزان؟
أين الشاب صاحب العقل الأنيق والثياب البالية؟
أين صار في مجتمعنا؟